Sunday, February 28, 2010

from أحمد بهجت

صندوق الدنيا in Alahram:
حوار
بقلم: أحمد بهجت

نحن ابناء جيل يوشك أن ينزوي علي نفسه‏,‏ ويستسلم للتأمل‏,‏ وقد عاصرنا أجيالا تظهر فيها مالم يظهر في جيلنا من حدة ومغالاة وعنف‏,‏ وقد سألت نفسي لماذا تظهر ظاهرة مافي جيل من الاجيال ولا تظهر في غيره‏,‏ هل تكون التغييرات الاجتماعية هي السبب أو يكون غياب الحوار عن مجتمع هو أصل التغييرات الاجتماعية‏.‏

ان جيل الشباب اليوم في تصوري ـ في معظمه ـ هو جيل الحوار من طرف واحد‏..‏ جيل الحوار الداخلي الذاتي‏.‏
جيل تربي علي الرأي الواحد‏,‏ والنظرة الاحادية‏,‏ والحوار مع الذات‏,‏ حيث يتسع المجال وتتكون الأفكار والمعتقدات والقناعة‏.‏
ولو تأملنا المجتمع المصري فسوف نجد فيه هذه الظاهرة الغريبة‏,‏ وهي ظاهرة عدم عرفتنا علي عمل حوار‏.‏
ان الحوار لا يكاد يبدأ حتي يبدأ معه كل طرف في اتهام الاخر ومحاولة تحطيمه هو لا مناقشة فكرته‏,‏ حتي الحوار فيما هو بعيد عن السياسة كالفن والآدب‏..‏ حتي هذا النوع من الحوار يشيع فيه هذا الظل الداكن‏.‏
ولنعترف معا أن الحكم الشمولي قد استبدل بالحوار هذا الخطاب الرئاسي الي الجمهور‏,‏ وهو خطاب لم يكن يناقش بقدر ما كان يتقبل كشئ مطلق واجب النفاذ‏.‏
ولقد ترتب علي هذا ان جفت انهار التطور الطبيعي لبعض الأفكار‏,‏ وانزوي الجيل القديم علي نفسه‏,‏ أما الاجيال الجديدة فقد استمعت الي الاسطورة‏..‏ وشاهدت تحطيمها في نفس الوقت‏,‏ ومن هنا لم تتواصل مع الجيل القديم‏,‏ وبعد تحطيم الاسطورة لم تعد قادرة علي التواصل مع الخطاب الرئاسي‏,‏ ومن ثم فقد انغلقت هذه الجماهير علي نفسها‏,‏ وكونت افكارها سرا‏,‏ ولم يتح لها فرصة الحوار وضاع عليها بذلك اخر امل في إثراء افكارها أو تصحيحها‏.‏
وقيمة الحوار أنه يؤسس مجتمعا متوازنا يفتح الأبواب امام افكار مهمة وحيوية مثل فكرة تداول السلطة‏,‏ فلا تبقي الحكومة حكومة الي الابد وتبقي المعارضة معارضة إلي الابد‏.‏

No comments: