Saturday, September 4, 2010

مذكرات طفل

لم يفكر كثيرا قبل ان يفعل ما فعل
فهو طفل اولا و أخيرا
جائت اللطمة علي وجهه كحكم علي سوء ما فعل
انفجر في البكاء ليس احتجاجا علي الحكم و لكن بسبب الألم
جائت اللطمة الثانية تأمره بالصمت واستمر الألم يأمره بالبكاء
بعد اللطمة الثالثة ادرك أن البكاء رغم ما فيه من راحة اصبح غالي الثمن
الألم من اللطمة الرابعة أكد صحة استنتاجه أن البكاء رفاهية
أغلق فمه
نجحت المناورة وتوقف الصوت وتوقفت اللطمات
الدموع ما زالت تنهمر وحركة رئتيه السريعة ما زالت تجعل
جسمه ينتفض
لكن المهم إنه لا
يزال ناجحا في اغلاق
فمه

وعندما جاء المساء وذهب لسريره للنوم أدرك انه جائته الفرصة الذهبية
شد الغطاء حتي اختفي وجهه بالكامل
واحس بالأمان فبدئت دموعه بالخروج
طمئن نفسه انه لا خطر من قدوم اي لطمات طالما ان بكائه صامتا
ولكن دموعه الغزيرة قد تبلل الوسادة و يتم اكتشاف أمره في الصباح
أدرك بعقله انه لا خطر لان الدموع رغم كثرتها ستختفي في الصباح
يا لها من راحة ان تستطيع البكاء حتي ولو كان صامتا
هكذا قال لنفسه ودموعه مستمرة في التساقط

لاح خطر في الأفق جائت الام لتطمئن علي الصغير قبل خلودها للنوم
لم يعجبها اختفاء وجهه تحت الغطاء
شرعت في ازالة الغطاء لكي يستطيع التنفس بالليل
اشتدت قبضة الصغير لتحكم غلق مخبائه
استسلمت الأم ظنا انه يحتمي من البرد

ذهب الخطر
و ابتسم الصغير لنفسه بعد اكتشافه انه استعاد حقه في البكاء
من اليوم سيتمكن من البكاء كل ليلة في حمي غطاء سريره

لمس خده الوسادة المبللة واغمض عينيه

No comments: