صندوق الدنيا in Alahram:
حوار
بقلم: أحمد بهجت
نحن ابناء جيل يوشك أن ينزوي علي نفسه, ويستسلم للتأمل, وقد عاصرنا أجيالا تظهر فيها مالم يظهر في جيلنا من حدة ومغالاة وعنف, وقد سألت نفسي لماذا تظهر ظاهرة مافي جيل من الاجيال ولا تظهر في غيره, هل تكون التغييرات الاجتماعية هي السبب أو يكون غياب الحوار عن مجتمع هو أصل التغييرات الاجتماعية.
ان جيل الشباب اليوم في تصوري ـ في معظمه ـ هو جيل الحوار من طرف واحد.. جيل الحوار الداخلي الذاتي.
جيل تربي علي الرأي الواحد, والنظرة الاحادية, والحوار مع الذات, حيث يتسع المجال وتتكون الأفكار والمعتقدات والقناعة.
ولو تأملنا المجتمع المصري فسوف نجد فيه هذه الظاهرة الغريبة, وهي ظاهرة عدم عرفتنا علي عمل حوار.
ان الحوار لا يكاد يبدأ حتي يبدأ معه كل طرف في اتهام الاخر ومحاولة تحطيمه هو لا مناقشة فكرته, حتي الحوار فيما هو بعيد عن السياسة كالفن والآدب.. حتي هذا النوع من الحوار يشيع فيه هذا الظل الداكن.
ولنعترف معا أن الحكم الشمولي قد استبدل بالحوار هذا الخطاب الرئاسي الي الجمهور, وهو خطاب لم يكن يناقش بقدر ما كان يتقبل كشئ مطلق واجب النفاذ.
ولقد ترتب علي هذا ان جفت انهار التطور الطبيعي لبعض الأفكار, وانزوي الجيل القديم علي نفسه, أما الاجيال الجديدة فقد استمعت الي الاسطورة.. وشاهدت تحطيمها في نفس الوقت, ومن هنا لم تتواصل مع الجيل القديم, وبعد تحطيم الاسطورة لم تعد قادرة علي التواصل مع الخطاب الرئاسي, ومن ثم فقد انغلقت هذه الجماهير علي نفسها, وكونت افكارها سرا, ولم يتح لها فرصة الحوار وضاع عليها بذلك اخر امل في إثراء افكارها أو تصحيحها.
وقيمة الحوار أنه يؤسس مجتمعا متوازنا يفتح الأبواب امام افكار مهمة وحيوية مثل فكرة تداول السلطة, فلا تبقي الحكومة حكومة الي الابد وتبقي المعارضة معارضة إلي الابد.
No comments:
Post a Comment