Friday, July 30, 2010

الدعوة للتغيير بطريق العصيان المدني

An article by محمد عبد الحكم دياب about the future of Egypt:

" ..... وكل هذه الترتيبات الخارجية تطرح سؤالا مهما عن الداخل، أين هو؟ والداخل موزع بدوره بين أكثر من تيار. منهم من يراهن على حلول من داخل مؤسسات الحكم، وهم من بين أعضاء وقيادات الحزب الحاكم المخضرمين، وبعضهم محسوب على الحرس القديم، ومسؤولين سابقين وحاليين ذوي أصول عسكرية، يسعون للاتفاق على بديل يجنب مصر فوضى واضطرابات غير محسوبة، من وجهة نظرهم، على أن يكون بديلا بخلفية عسكرية، تمكنه من إعادة الانضباط والنظام والقانون للشارع والمجتمع، كخطوة يرونها ضرورية لفتح طريق التغيير والديمقراطية بسلام وبحد أدنى من الخسائر. هذا التيار يطرح أربعة أسماء هي: عمر سليمان رئيس المخابرات العامة، وأحمد شفيق وزير الطيران والدفاع المدني، وسمير فرج محافظ الأقصر، وأحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس. الأول والثالث يحملان رتبة اللواء العسكرية قبل دخول العمل التنفيذي، والثاني والرابع يحملان رتبة الفريق العسكرية، ومنهم من يتحفظ وهو يطرح عمر سليمان، لظروفه الصحية أولا، وما يشاع عن علاقته بالأوساط الأمريكية وجسوره القائمة مع الدولة الصهيونية.
أما المعارضة الرسمية أو الأحزاب المرخصة فهي راضية بنصيبها من فتات وعطايا الحزب الحاكم، وقبول دور 'المحلل' في انتخابات الرئاسة القادمة. والأحزاب السياسية المحظورة والمجمدة لا سبيل أمامها إلا الرهان على الشارع لا غيره. وتبقى الدعوة للتغيير بطريق العصيان المدني السلمي المنظم، المطروحة من قبل الجماعات الجديدة مثل حركة كفاية وأخواتها، تبقى الأكثر راديكالية لحل ديمقراطي وطني يشارك فيه الجميع، لكنها ما زالت محصورة في نطاق النخبة، ولم تمتد بعد إلى قطاعات أعرض، وسط الطلاب والفلاحين والعمال والموظفين والعاملين في القطاع الحكومي. والنجاح هنا مرهون باستجابة هؤلاء ومشاركتهم. وإذا ما وقع العصيان، في صورته المأمولة، فقد ينتقل بمصر نقلة تاريخية ونوعية كبرى نحو المعلوم وليس في اتجاه المجهول"

No comments: